هل يمكن أن يكون للشمس ظل؟

هل يمكن أن يكون للشمس ظل؟ في رأيي الشخصي: نعم!
في البداية يجب تعريف ماهية الظل، فالظل ليس الليل: فحين نكون في ظل حائط، لا يكون الليل قد حل، بل يكون هناك معدل أقل من الإضاءة على الأرض. حيث لا تضاء الأرض مباشرة عن طريق الشمس، فشدة الإضاءة على الأرض تأتي فقط من الضوء المحيط، فانتشار ضوء السماء يرجع إلى عمل الغلاف الجوي. لذا يمكن تعريف مفهوم الظل على أنه الفرق في درجة الإضاءة.
ومن هنا، حتى يصبح للشمس ظل، يجب أن يكون مضاء عن طريق مصدر ضوئي آخر (بالنسبة للشمس هذا أمر صعب التنفيذ) في هذه الحالة، فخلف الشمس توجد مساحة تكون في "الظل" وبما أن الشمس دائرية الشكل، يتكون مخروط للظل ومخروط لشبه الظل. فلنتخيل الآن نظاما شمسيا ثنائيا (أي بوجود عدد ٢ شمس). عند مرور الكوكب في منطقة مخروط ظل الشمس يتكون كسوف كلي لإحدى الشمسين بفعل الأخرى، فمنطقة الكوكب التي حدث لها كسوف لا تكون في الليل وإنما تحصل فقط على ضوء الشمس مكسوفاً. وإذا وجد الكوكب في امتداد مخروط الظل نلاحظ على الكوكب كسوفا حلقيا على إحدى الشمسين بفعل الأخرى، وفي هذه الحالة تقل شدة الإضاءة الكلية الواصلة أيضاً، ولكن بقدر أقل مما هي عليه في حالة الكسوف الكلي حيث أن جزءا من ضوء الشمس المكسوف لا يزال يصل للكوكب. والآن إذا لاحظنا نظاما ثنائيا للنجوم من الأرض، وإنه عند النظر من الأرض، نرى أحد الشموس تمر أمام الأخرى، وكنا في امتداد مخروط الظل فنلاحظ كسوفا حلقيا من الأرض، وإذا كنا في امتداد شبه الظل نلاحظ كسوفا جزئيا. وهذا هو ما يحدث في حالة ما نطلق عليه زوجي الكسوف. ففي هذه الحالة يدور أحد النجمين حول الآخر، ويمر أمامه ثم خلفه. وتسمح دراسة مختلف أنواع الكسوف بمعرفة فترات دوران النظام.